
العلاج بالphotobiomodulation: تقنية مبتكرة لدعم الأطفال المصابين بالتوحد
تُعتبر القشرة الجبهية الحجاجية جزءًا مهمًا من الدماغ، حيث تلعب دورًا رئيسيًا في اتخاذ القرار وتنظيم السلوك الاجتماعي والعاطفي. وقد ارتبطت اضطرابات النشاط في هذه المنطقة ارتباطًا وثيقًا باضطراب طيف التوحد، والذي يتميز بصعوبات في التفاعل الاجتماعي، والسلوكيات المتكررة والمحددة، وضعف في معالجة المشاعر. يبحث العلماء حاليًا في علاج غير جراحي يُعرف بالتعديل الضوئي الحيوي photobiomodulation والذي يستخدم الضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء لتحفيز وظائف الدماغ، وتقليل الالتهابات العصبية، وتحسين الأعراض السلوكية لدى المصابين بالتوحد.
اضطراب طيف التوحد وتأثيراته العصبية
يُعرف اضطراب طيف التوحد في مجتمعنا بأنه حالة نمائية عصبية تتسم بتحديات في التواصل الاجتماعي، وسلوكيات متكررة، وحساسية زائدة أو منخفضة للمؤثرات الحسية. على الرغم من الأبحاث المكثفة، لا تزال أسباب التوحد معقدة، حيث تتداخل العوامل الجينية والبيئية في تحديد الإصابة بالاضطراب.
تشير الدراسات العصبية الحديثة إلى أن الأفراد المصابين بالتوحد يعانون من اختلافات هيكلية ووظيفية في الدماغ، خاصة في القشرة الجبهية الأمامية، وهي المنطقة المسؤولة عن اتخاذ القرارات، وتنظيم المشاعر، والتفاعل الاجتماعي.
إحدى المناطق المهمة في هذه القشرة هي القشرة الجبهية الحجاجية، والتي تلعب دورًا في معالجة المكافآت، وتنظيم المشاعر، والتفكير المرن. أظهرت دراسات التصوير العصبي أن الأشخاص المصابين بالتوحد غالبًا ما يعانون من تشوهات هيكلية ووظيفية في القشرة الجبهية الحجاجية، مثل انخفاض حجم المادة الرمادية، ونشاط دماغي غير طبيعي أثناء التفاعلات الاجتماعية. هذه الاختلافات تؤثر على كيفية معالجة المشاعر، والتكيف مع المواقف الجديدة، وفهم المعايير الاجتماعية، مما يسهم في الأعراض الأساسية للتوحد.
العلاج بالتعديل الضوئي الحيوي وأهميته لمرضى التوحد
يُعتبر التعديل الضوئي الحيوي تقنية علاجية غير جراحية تعتمد على استخدام موجات ضوئية قريبة من الأشعة تحت الحمراء لتحفيز الخلايا العصبية. يعمل هذا الضوء على تعزيز وظائف الميتوكوندريا (وهي مصدر الطاقة للخلايا العصبية)، وتحسين تدفق الدم إلى الدماغ، ودعم قدرة الدماغ على التكيف وتكوين روابط جديدة.
يدرس الباحثون كيف تؤثر اضطرابات القشرة الجبهية الحجاجية على التوحد، وما إذا كان العلاج بالـ photobiomodulation يمكن أن يساعد في تحسين وظائف الدماغ. تشير الأبحاث الأولية إلى أن هذه التقنية قد تحسن النشاط الدماغي وتقلل الالتهاب العصبي، مما يجعلها علاجًا واعدًا للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد.
كيف يساعد photobiomodulation في علاج التوحد؟
تشير الأبحاث إلى أن الphotobiomodulation قد يساعد المصابين بالتوحد من خلال:
- تعزيز نشاط الميتوكوندريا، مما يزيد من إنتاج الطاقة ويحسن وظائف الخلايا العصبية.
- تقليل الإجهاد التأكسدي والالتهابات العصبية، وهما من العوامل المرتبطة باضطراب طيف التوحد.
- تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، خاصة في القشرة الجبهية الحجاجية، مما قد يؤدي إلى تحسين المرونة الإدراكية والسلوك الاجتماعي.
مع تقدم الأبحاث، قد يصبح العلاج بـلالـ photobiomodulation أداة مهمة في تحسين التفاعل الاجتماعي والقدرات الإدراكية للأشخاص المصابين بالتوحد، مما يوفر لهم فرصًا أفضل للتكيف والتعلم.
في العيادة في سبكترا بنقدم photobiomodulation كعلاج مبتكر وغير جراحي لدعم الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وغيرها من التحديات. يهدف هذا العلاج إلى تحفيز وظائف الدماغ، وتحسين التفاعل الاجتماعي، وتعزيز القدرات الإدراكية بطريقة آمنة وفعالة. يمكنكم زيارة عيادتنا أو التواصل معنا لمعرفة المزيد عن هذا العلاج وكيف يمكن أن يساعد طفلكم.
Post Views: 84